زيادة الوزن: أسبابها وعلاجها

أسباب زيادة الوزن

حسب ما تشير منظمة الصحة العالمية (WHO)؛ فإنّ زيادة الوزن أو السمنة تحدث نتيجة انعدام التوزان بين كميات الطاقة المستهلكة والطاقة المصروفة في الجسم، وهذا يحدث لسببين رئيسيين، وهما:^[١]

الإفراط في تناول الأطعمة العالية بالسعرات

قد يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية، والدهون، والسكريات إلى زيادة الوزن، ومن هذه الأطعمة: المأكولات السريعة، والمقلية، والحلويات، بالإضافة إلى الأطعمة العالية بالسعرات والفقيرة بالعناصر الغذائية المفيدة.^[١][٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ البعض قد يستهلكون كمياتٍ كبيرةً من السعرات الحرارية دون أن يشعروا بالشبع عند شرب المشروبات العالية بالسكريات، والمشروبات الغازية، ممّا قد يؤدي إلى زيادة الوزن.^[٣]

نمط الحياة الخامل

إنّ الأشخاص الذين يمارسون نمط حياةٍ خاملاً يحرقون كميّاتٍ أقلّ من السعرات الحرارية مقارنةً بالأشخاص النشيطين، ولذلك فإنّ ممارسة الأنشطة البدنيّة تُعدّ مهمّةً لتعزيز خسارة الوزن والوقاية من زيادته.^[٤]

عوامل أخرى مرتبطة بزيادة الوزن

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد خطر حدوث زيادة الوزن، ونذكر من أهمّها ما يأتي:

الوراثة

تلعب الورثة دوراً في زيادة خطر الإصابة بزيادة الوزن أو السمنة، ولكن ليس إلى الدرجة التي يتوقعها معظم الأشخاص، فالجينات قد نزيد خطر حدوث زيادة الوزن عندما تكون هناك عوامل أخرى تسبب هذه الزيادة؛ كاتباع نمط غذائي غير صحي، وعدم ممارسة الرياضة، ولذلك يمكن التحكم بهذا العامل عن طريق اتباع النظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة.^[٢][٥]

العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية

قد تؤثر البيئة التي يعيش فيها الإنسان ومستواه الاجتماعي والاقتصادي في وزنه، ونذكر من العوامل البيئية ما يأتي:^[٦]

• عدم وجود حدائق، أو أرصفة مناسبة للمشي، أو أندية رياضية ذات سعر معتدل ومناسب في المنطقة التي يعيش فيها الشخص، ممّا يجعل من الصعب القيام بأنشطة بدنية.
• تقديم حصص طعامٍ كبيرة في المطاعم، ممّا يزيد كميّات السعرات المتناولة، ويزيد الحاجة إلى ممارسة نشاطٍ إضافي لتعويض هذه الكميات الزائدة.
• عدم القدرة على الوصول إلى المتاجر التي توفر أطعمة صحية بأسعار مناسبة، كالفواكه والخضروات الطازجة.
• انتشار الإعلانات التجارية التي تروج للأطعمة غير الصحية، كالوجبات عالية الدهون، والمشروبات العالية بالسكر.

العوامل الصحية

قد تؤدي بعض الأمراض إلى زيادة الوزن أو السمنة، كما قد تسبب بعض الأدوية زيادة الوزن أيضاً، وفي الآتي تفصيل لذلك:^[٥]

• أمراض قد تسبب زيادة الوزن: متلازمة المِبيَض متعدد الكيسات (PCOS)، ومرض كوشينغ.
• أدوية قد تسبب زيادة الوزن: الستيرويدات، ومضادات الاكتئاب.

ومن المهم لكل شخصٍ يعاني من أمراض معينة أو يتناول بعض الأدوية؛ استشارة مقدم الرعاية الصحية لمعرفة المزيد حول العادات الصحية المناسبة لكل حالة، والتعرف على أي عوامل قد ترتبط بزيادة الوزن أو تجعل خسارته أمراً صعباً.^[٥]

العوامل النفسية والعاطفية

يلاحظ البعض أنّهم يلجأون إلى تناول الطعام عندما يكونون غاضبين، أو يشعرون بالحزن، أو الملل، أو التوتر. كما يُلاحَظ أيضاً أنّ الأشخاص الذين لا ينامون ساعاتٍ كافيةً يكونون أكثر عرضةً للمعاناة من زيادة الوزن أو السمنة، وقد يحدث ذلك لأنّ الجسم يفرز هرموناتٍ تتحكم بالشهية، وتنظم صرف الجسم للطاقة خلال النوم، وقد تسبب قلة النوم انخفاضاً في إفراز هذه الهرمونات.^[٦]

علاج زيادة الوزن

إنّ الهدف من علاج زيادة الوزن هو الوصول إلى الوزن الصحي؛ والذي يحسن صحة الجسم بشكل عام، ويقلل خطر الإصابة بالأمراض، ونذكر فيما يأتي أهمّ الأمور التي يجب اتباعها للمساعدة على خسارة الوزن بطريقة صحية:

التغييرات على النظام الغذائي

إنّ تقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة، واتباع عادات صحية في تناول الطعام؛ يُعدّ أمراً مهمّاً وأساسياً لخسارة الوزن، وقد يلاحظ البعض أنّهم يبدأون بخسارة الوزن بسرعةٍ في البداية، ولكن نؤكد على أنّ الخسارة التدريجية على المدى الطويل هي الطريقة الأفضل والأكثر أماناً خسارة الوزن، والمحافظة على هذه الخسارة بشكلٍ دائم دون عودة الوزن المفقود، كما يجدر التنبيه أيضاً إلى أنّه ليست هناك وسيلةٌ أفضل من غيرها لخسارة الوزن، ولذلك ننصح كل شخصٍ باختيار الأطعمة الصحية المناسبة له، ومن النصائح التي قد تساعد على إجراء تغييرات صحية على النظام الغذائي؛ نذكر الآتي:^[٧]

• تقليل كمية السعرات المتناولة: ويمكن ملاحظة كمية السعرات التي يتناولها الشخص عادةً، ثمّ البدء بتقليلها بشكلٍ تدريجي، ويمكن استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للمساعدة على تحديد كمية السعرات المناسبة لخسارة الوزن لكل شخص.
• اختيار الأطعمة التي تعزز الشعور بالشبع: كالفواكه والخضروات مثلاً، والتي تمتلك حجماً كبيراً، وتعطي كمية قليلة من السعرات، ولذلك فإنّها تجعل حجم وجبة الطعام أكبر، وكمية السعرات فيها أقل، فتعزز الشعور بالشبع، وتقلل كميات الطعام والسعرات المتناولة.
• اختيار الأطعمة الأكثر صحة: حيث يمكن لاختيار الأطعمة ذات المصادر النباتية، والبروتينات قليلة الدهون أن يساعد على جعل الحمية أكثر صحة بشكلٍ عام، كما يُنصح بتناول السمك مرتين أسبوعياً، وتجنب الأطعمة العالية بالملح والسكريات المضافة، مع تناول كميات قليلة من مصادر الدهون الصحية؛ كزيت الزيتون.
• التقليل من بعض الأطعمة: هناك بعض الحميات التي تقلل كميات الطعام المتناولة من مجموعات معينة من الأغذية، كالحميات قليلة الدهون، أو الحميات قليلة الكربوهيدرات، ويجدر بكل شخص يحاول خسارة الوزن استشارة أخصائي التغذية لمعرفة الحمية المناسبة له، ولكن بشكلٍ عام يُنصح جميع الأشخاص الذين يحاولون خسارة وزنهم بتجنب المشروبات العالية بالسكر، فقد يساعد ذلك على تقليل كميات السعرات المستهلكة بسهولة.
• تجنب الحميات الرائجة: والتي تَعِدُ بخسارة الوزن بسرعةٍ وسهولة، إذ إنّ تأثير هذه الحميات قصير المدى، ولن يستمر هذا التأثير على المدى الطويل، فهناك احتمالٌ كبيرٌ أن يعود الوزن المفقود في حال اتباع حمياتٍ كهذه.

زيادة النشاط البدني

صحيحٌ أنّ تقليل السعرات الحرارية عن طريق الحمية يساعد على خسارة الوزن، ولكن من المهمّ أيضاً ممارسة النشاط البدني لتحقيق هذه الخسارة والمحافظة عليها على المدى الطويل، كما أنّ النشاط البدني يعزز صحة الجسم، ويقلل خطر إصابته بالعديد من الأمراض، مثل: السكري من النوع الثاني، ونذكر فيما يأتي بعض الخيارات التي يمكن ممارستها:^[٨]

• 150 دقيقة من النشاطات متوسطة الشدة أسبوعياً، مثل: المشي السريع، وركوب الدراجات الهوائية، والسباحة، والرقص، وغيرها.

أو:

• 75 دقيقة من النشاطات عالية الشدة أسبوعياً، مثل: الركض، والرياضات التنافسية.

كما يُنصح أيضاً بممارسة رياضات المقاومة، مرتين أسبوعياً، والتي تضمن رفع الأثقال، او حمل أكياس التسوق، وغيرها من الطرق.^[٨]

طرق أخرى لعلاج زيادة الوزن

في بعض الحالات المستعصية؛ قد ينصح الطبيب بتناول بعض الأدوية، أو إجراء جراحات السمنة، وننصح دائماً بالتحدث مع الطبيب وأخصائي التغذية واستشارتهما للتاكد من أمان القيام بهذه الأمور، تحت إشراف طبي.^[٩]